17 Dec
17Dec

مرحبا.. 

في كل مرة اسمع من حولي يدعون لي بالعمر الطويل أقف قليلا لأفكر في الأمر... و رغم اني سابقا كنت اتوقف فعليا عن التفاعل معهم و اتسمر مكاني الا ان الايام علمتني بعد ذلك ان اتفاعل و اشكر و اقوم أيضا بالدعاء لهم بطول العمر و السعادة،  و اكتفي بجزء من الثانية لأفكر في عبارة  " الله يطول عمرك " او " الله يخليك " و غيرهما من العبارات .


اما سبب توقفي فهو : 

اننا تعلمنا ان الانسان عمره مقدر و مكتوب في الألواح و لن ينقص منه شيء فلماذا هذا الدعاء بأن يطول  !! 

اما السبب الاخر فهو إلى متى سيطول العمر و كيف سيكون الحال اذا طال العمر ؟ هل سأكون في صحة و قادرة على ما أستطيع فعله الان ؟ و كيف سيكون شكلي !!!

و السبب الاخير  هل سيكون معي احبابي الذين ولدت و وجدتهم حولي ام لا ؟؟؟

 كل هذه التساؤلات و ربما غيرها كانت سببا في التوقف أمام عبارات الدعاء بطول العمر ....


الحق ان الإجابات اتتني على مدار سنوات العمر ... تلك العشرات من الأعوام التي تجاوزت نصف قرن كانت معلما جيدا أجاب على الاستفسار ...

ففي كل مرحلة من العمر  كانت الملامح و القدرات تتغير و الصحة تتبدل لي و لغيري ! 

في كل مرحلة من العمر كانت الناس تأتي و تختفي ، البعض يرحل من المكان  بلا عودة و البعض يغادر الحياة تماما ، البعض يختلف حاله و يتغير و يصبح شخص آخر و كأن شخصه الأول قد مات ! اما البعض فقد كانت الاحوال سببا في فراقه ، و البعض يكون التقدم في السن سببا في تغير حاله و ربما رحيله ، و قد أجاب ذلك كله على جزء من التساؤلات.  

و قد قرأت قصصا كان ملخصها ان العمل الصالح و بر الوالدين  و الصدقات و الدعاء  قد يكونوا سببا فعليا في السماح بالبقاء على قيد الحياة أعواما أخرى أكثر مما قدر في الألواح... و العلم عند الله . 

ثم كانت كلمة تعلمتها من احد اهل العلم ؛ و مفادها ان بقاء الإنسان ليس مقصورا على بقائه على قيد الحياة فقط !

حيث  ان البعض باق معنا ذكره و سيرته و  عمله او آثار عمله حتى اليوم  رغم رحيلهم  اي وفاتهم من مئات و ربما آلاف الأعوام! 

لقد تعلمت ان تكون دعوتي لمن أحب بطول البقاء و ليس العمر ! 

و ان أسعى ليطول بقائي حتى لو انتهي العمر و انقضى ! 

و لن يكون ذلك ممكنا الا بنشر الفكر النافع و التفكير بإيجابية في كل أمور الحياة  و لن يكون المرء نافعا الا بالعمل الصالح و القول الطيب و النية الصافية و الإحسان للآخرين  .

ما رأيكم أطال الله بقائكم و احياكم بما يسعدكم و يرضيه عنكم ، هل كان لي حق في التوقف و التفكير ام لا؟ 


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.